طعنات الغدر لايمي

لمحة نيوز

الفصل الاول

كانت السيارة تسير بسرعة چنونية على طريق وسط غابة من الاشجار العالية كثيفة الاوراق

كانت الساعة الرابعة عصرا واوشكت الشمس على الغروب كان الجو يميل الى البرودة وبعض الرياح الباردة الى تهز الاشجار يمينا ويسارا

ولم تكن نيرمين ترى امامها من كثرة دموعها

كان قلبها ينفطر حزنا على والدها وما اصابها بعد رحيله

واخذت تتذكر والدها وكيف كان يوفر لها الامان والحنان والدفء فهى لم ترى والدتها التى ماټت وتركتها يتيمة الام

وتولى ابيها رعايتها

اسودت الدنيا فى عينها

كل هذا كان يجول فى خاطرها وهى تقود سيارتها وما ان فاقت قليلا من ذكرياتها الاليمة حتى وجدت نفسها ستصطدم بسيارة اخرى قادمة فى الاتجاه المعاكس فانحرف بالسيارة عن الطريق

انجرفت السيارة وسط الاشجار وحاولت نيرمين ان توقف السيارة فلم تسطع وانقلبت السيارة بها اكثر من مرة وهى تصرخ

واخذت السيارة تتقلب حتى استقرت وسط الاشجار

كانت نيرمين معلقة داخل السيارة ولا تسطيع الخروج واخذت تصرخ والبنزين كان يتسرب من السيارة وتوشك على الانفجار

اخذت تدعو الله فى نفسها وهى تبكى وتوسلت اليه ان ينقذها واخذت تحاول فك حزام الامان واستطاعت بالفعل ان تتحرر منه

اشتعلت الڼار فى الجز الامامى من السيارة وبدأت نيرمين تشعر بالحرارة واخذت تحاول فتح باب السيارة ولكنه مغلق بشدة

اخذت تصرخ ولكن من يسمعها

حاولت كثيرا حتى استطاعت ان تفتحه قليلا ولم تفتحه فتحة كاملة ولكنها استطاعت الخروج باعجوبة لنحافتها

وما ان خرجت حتى وقعت على الارض

اخذت تحاول ان تقوم لتبتعد عن السيارة قبل ان ټنفجر واستجمعت كل قوتها واخذت تجرى بعيدا عن السيارة التى امتدت النيران فيها الى جزء كبير منها وما ان ابتعدت حتى تذكرت حقيبتها

ان الحقيبة فيها جميع اوراقها وبطاقتها ومجموعة من الدولارات ماذا تفعل

استدارت نيرمين التى يسيل من جرحها دما ينزل على عينيها من اثر الاسطدام 

الڼار تاكل السيارة واقترابها منها فيه مجازفة ماذا تفعل

اخذت تقترب ببطء وهى تدعو الله الا ټنفجر السيارة قبل الحصول على اوراقها وبالفعل اسرعت نيرمين الى السيارة لتاخذ الحقيبة ولكن السيارة مشټعلة ولا تستطيع فتح الباب ولا ان تمد يدها

فاخذت فرعا من شجرة وجعلت تسحب الحقيبة التى لم تسلم من الڼار هى الاخرى

اخذتها نيرمين وابتعدت واخذت تضع عليها التراب لتطفئها وما ان بردت قليلا بسبب التراب حتى اخرجت اوراقها

ولكن ماوجدت فيها سوى لا شئ لقد التهمت النيران كل اوراقها ونقودها ولم تجد سوى جزء صغير من بطاقتها لم ېحترق وباقى البطاقة محترق تماما

ولكن بماذا ستفيد بطاقة لا يظهر فيه سوى اسمها فقط نيرمين هذا ما هو ظاهر من البطاقة فقط

اخذت نيرمين الجزء السليم من البطاقة ووضعته فى جيبها ونظرت الى السيارة التى لم ټنفجر حتى الان

وفجأة تذكرت نيرمين صورتها مع والدها انها فى السيارة ترى مازالت موجودة ام احټرقت ارادت ان ترى ان كانت تسطيع انقاذ الصورة وما ان تحركت من مكانها حتى اڼفجرت السيارة بشدة حتى اندفعت نيرمين ومن ثم وقعت اثرها على الارض مغشيا عليها

فى تلك الاثناء كان سيف يجلس فى حديقة قصره على اريكة ممسكا بكتابه الكبير الذى يبدو عليه انه كتاب ادبى وهو ينظر فيه بامعان شديد

وبدأ الجو يزداد برودة والرياح بدأت تزداد لتحرك خصلات شعره البنى الغزير ولاحظ سيف ان الشمس قاربت على الغروب وانه لابد ان يدخل القصر حيث الدفء والهدوء

اخذ كتابه بيده اليمنى واستند على عصاه التى تساعده على المشى حتى يدخل القصر

سيف ذلك الشاب الوسيم الذى تعرض لحاډث اثر على قدمه اليسرى ولا يمشى الا بعصاه تلك

دخل سيف قصره وامر احد الخادمين بتجهيز المدفأة حتى اذا ما انتهى من مراجعة اوراق الشركة سيجلس امام تلك المدفأة باستجمام ليكمل قراءة كتابه

ننتقل الى نيرمين التى كانت واقعة على الارض مغشيا عليها من اثر الانفجار الشديد لسيارتها 

بدأت تفتح عينيها ببطء شديد ووضعت يديها على الارض لتحاول القيام لكن بصعوبة كان الچرح فى جبينها ېنزف 

وكان جسدها فى حالة اعياء شديد

استطاعت نيرمين القيام من على الارض لتجد نفسها وسط غابة كثيرة الاشجار كثيفة الاوراق لا تدرى فى اى الاتجاه ستسير 

ماذا تفعل قالت نيرمين فى نفسها وهى فى ړعب شديدانا فين ايه اللى جبنى هنا

ثم نظرت حولها فلم تجد سوى اشجار يحركها الهواء بشدة وكان المشهد مرعب لا ترى احد والشمس لم يتبق منها سوى جزء ضئيل جدا ولابد ان تجد طريقا تسلكه قبل الليل

رفعت راسها الى السماء وقالت

يارب انا ماليش غيرك اروح فين

انا مش عارفة اعمل ايه امشى منين يا رب خليك جنبى ارجوك

ثم نزلت الدموع من عينها وهى ترجو من الله ان يرشدها

وهنا سمعت صوت سيارة تسير على طريق ما ات من ناحية اليمين فاخذت تجرى فى اتجاه الصوت وهى تنادى 

ارجوك استنى حد يساعدنى انا تايهة حد يساعدنى واخذت تصرخ بالاغاثة ولكن السيارة قد انصرفت وانقطع صوتها

وعندما انقطع صوت السيارة وترائى لها انه لا احد يسمعها هدأت من سرعتها وهى تبكى ووضعت يدها على وجهها ثم قالت حد يساعدنى ولكن بصوت مقطوع لم تستطع ان ترفع صوتها من كثرة بكائها

ومن هنا سمعت صوت احد قادم بين الاشجار

التفتت فى ړعب وقد خيم الظلام بعض الشئ على المكان

بدأت دقات قلبها تتسارع وبدأت تتنفس باضطراب شديد

ترى من قادم لقد سمعت اكثر من صوت وليس صوت واحد وهنا لاحظت المسكينة ثلاثة من الشباب يتطوحون وسط الاشجار وهم يتناوبون الضحك الهستيرى يبدو عليهم انهم ليسوا فى وعيهم ومعهم زجاجة تكاد تكون فارغة وكشاف نور يمسكه احدهم

عندما رات نيرمين هذا المشهد لم تنتظر ثانية واحدة واخذت تجرى پجنون وسط الاشجار وقلبها يكاد يقف من الخۏف

والظلام اسدل ستاره على المكان ولم يبقى الا ضوء القمر الذى كان بدرا فى تلك الليلة

وهنا لاحظها احدهم فقال لصاحبه

انا شوفت بنت هنا بتجرى 

ردعليه الاخروهو يتطوح انت سكرت ولا ايه

قال الاول صدقنى اهى هناك اهى

فقال الثالث شكلها هتبقى ليلة فل يلا بينا استنى يا قمر

كل هذا ونيرمين تجرى وهى تسطدم بالاحجار وجرحت قدماها ومع ذلك لم تتوقف

وفى تلك الاثناء كان الثلاثة يطاردونها ويحاولون الامساك بها

اخذت تجرى محاولة الهروب الى اى مكان آمن وهى تصرخ الحقونى حد يساعدنى كانت تصرخ ربما تجد احدا امين يستطيع انقاذها ولكن دون جدوى

استمرت نيرمين فى الجرى وهى تتنفس بصعوبة شديدة وتكاد تفقد وعيها ولكنها تقاوم بشدة وبالرغم من جرحها الذى ما زال ېنزف الا انها تقاوم اعيائها للفرار من هؤلاء الذين يطاردونها

وبعد فترة قصيرة جدا توقفت نيرمين

فى زهول انها لا تجد منفذ انها تقف امام اشجار كثيرة جدا مقطوعة ومرصوصة فوق بعضها 

لقد اخطأت الطريق الذى تهرب منه نظرت خلفها وجدت الثلاثة الذين يطاردونها على بعد عدة امطار قليلة منها

وبعد ما كانوا يطاردونها جريا ابطأوا خطواتهم وهو ينظرون اليها وهم يضحكون نظرت نيرمين حولها وهى ترتعد وتكاد لا تستطيع ان تقف على قدميها التى يسيل منها الډماء فوجدت فرع شجرة طويل يشبه العصا فالتقطته بسرعة وهى مستعدة للدفاع عن نفسها

وقف الثلاثة امامها وهم ينظرون اليها ثم ينظرون الى بعضهم ويضحكون

فقال احدهم انتى تعبتينا اوى يا جميل ينفع كده يلا تعالى مينفعش تفضلى هنا لوحدك

رد الثانى وهو لا يكاد يستطيع الوقوفآه هنا فى وحوش يا قمر ومافيش حد خالص يقدر يساعدك غيرنا ومعانا العربية بتاعتنا

هنوصلك للمكان اللى انتى عايزاه

كانت نيرمين تستمع لكلامهم وهى ترتعد وتمسك عصاها رافعة اياها وتتحرك يمينا وشمالا فى ضعف شديد

ثم اقترب الثالث ببطء شديد وهو يمد يده ويقول هاتى العصاية دى مټخافيش

فقامت نيرمين بتهويشه قائلة ابعد عنى محدش يقربلى

فاڼفجر احدهم بالضحك قائلا انتى هتدريسلنا ولا ايه لا انا مش عايز اذاكر 

صح يا امجد

امجدههههههههههههه اه عندك حق يلا يا ابلة بقى انتى هتاخرينا كده والمكان هنا مليان وحوش خلينا نمشى قبل ما التعابين تطلع علينا والا هنسيبك هنا لوحدك

كانت نيرمين متيقنة من انهم فى حالة عدم وعي شديد وانهم لا يريدون توصيلها ولكنهم ربما يريدون شيئا آخر

الغريبة انهم لا يبدو عليهم انهم من الصعاليك بل كانت ملابسهم ومظهرهم يدل على انهم من اغنياء القوم

ولكن يبدو انهم من الاثرياء المتجردين من الخلق والادب

ماذا تصنع نيرمين فى هذا المأزق انها لا تبالى بوجودها فى الغابة وحدها وسط الوحوش الذى يزعمون انها موجودة

بالمقارنة بما سيحدث ان اطاعتهم واستقلت سيارتهم

كانت تقف وبيدها العصا وتفكر فى الهرب بسرعة من بينهم وعندما بادرها امجد قائلا خلاص هتيجى معانا واقترب منها بادرته نيرمين بضړبة على راسه

وفرت هاربة تجرى ولكن احدهم لم يتركها بل تتبعها واتبعه الاخر وهو يمسك بصاحبه الذى تلقى ضړبة آلمته ولكن لم تصبه بچرح لان الضړبة كانت ضعيفة من نيرمين لشدة ضعفها واعيائها

ظلت تجرى وهى تدعو الله فى نفسها ان يخرجها من تلك الغابة وان ينقذها من هؤلاء كانت قدماها ټنزف دما وجرحها فى جبينها ايضا ولكنها لم تكن تبالى الا بالهروب فقط

كان التجاه الذى تسير به نيرمين كلما تمادت فيه سمعت صوت سيارة او ما شابه فاخذت تصرخ وتنادى على اى احد يستطيع انقاذها

ثم وقعت على الارض

التفتت وهى تنهج بشده انهم خلفها اخذت تزحف بسرعة وتحاول القيام ولكن حالها يرثى له سيقتربون منها

مازالت نيرمين تزحف وهى تبكى بشدة من الم قدمها وچراحها لقد بدأ المطر ينزل بغزارة شديدة 

وهنا توقف الثلاثة وهم ينهجون هم ايضا فقال احدهم 

كفاية كده بقى انا تعبت

فقال له الاخرخلاص هناك اهى مش هتقدر تقوم واقتربوا منها وهم يضحكون فبادرتهم نيرمين بمحاولة قوية للوقوف ونجحت فى القيام من على الارض وركضت باقصى سرعة ناحية الصوت الذى سمعته وهنا توقف الثلاثة عن الجرى فلم يستطيعوا ملاحقتها من كثرة ركضهم ورائها وايضا لعدم وعيهم الشديد فاستسلموا لقول احدهم

انا مش قادر كفاية كده يلا بينا نرجع للعربية علشان نروح نكمل سهرتنا هناك انا مش قادر بصراحة

بينما نيرمين لم تتوقف عن الجرى حتى استطاعت ان ترى نورا من بين الاشجار انه الطريق اخذت تجرى وهى تكاد تتوقف عن التنفس حتى خرجت الى الطريق ولكنه خال

لم تعد هناك سيارات ترى هل تقف لحين تجد سيارة ام تواصل اى اتجاه خوفا من ان يلحق بها احدهم

بالفعل هذا ما فعلته فضلت نيرمين عن اختيار اتجاه تسير به خوفا من الذين يطاردونها واخذت تحمد الله ان ارشدها للطريق واخذت تدعوه لانقاذها فهى لا تدرى الى اين تسير

كل هذا والمطر ينزل بغزارة وقد ابتلت ملابسها والجو فى غاية البرودة اخذت عينيها تصاب بالضباب لا تكاد

ترى امامها

وبينما هى تجر رجليها بصعوبة لتواصل طريقها التى لا تعلم مافى نهايته

اذا بها ترى قصرا فخما من بعيد يشع نوره ليضيء ما حوله من حدائق

تنفست نيرمين الصعداء واحست انها ولدت من جديد اخيرا ستجد احدا يساعدها

استمرت نيرمين فى التقدم حتى وصلت الى باب القصر الفخم

وكان باب الحديقة مفتوحا بعض الشئ تقدمت ببطء شديد 

حتى وصلت الى باب القصر العملاق

وهى تستند عليه وتتنفس بسرعة شديدة وطرقت الباب عدة مرات 

ثم لم تصمد لحظات حتى اغشى عليها مرة اخرى

الفصل الثانى

فتحت نيرمين عيناها ببطء شديد وكانت تشعر بصداع يكاد راسها ينفجر منه

كانت هناك سحابة بيضاء على عينها لا ترى بوضوح حاولت استجماع وعيها وقوتها وفتحت عينها فاذا بها مستلقاة على سرير فخم فى حجرة كبيرة بها ستائر ذهبية مزرقشة 

وامامها شباك كبير قد ازيحت عنه الستائر لتدخل اشعة الشمس الى الحجرة لتلاطف خدودها الحمراء

قامت نيرمين مستندة على يديها الاثنين لتحاول الجلوس على السرير ونجحت فى محاولتها تلك وامسكت براسها الذى كان معصوبا بشاش ابيض مكان جرحها وضعت يدها على جبينها مكان الچرح الذى كان يؤلمها بعض الشئ ثم نظرت يمينا ويسارا فى ذهول

انها لا تعرف اين هى

من جاء بها الى هنا وماذا حدث لها وما الچرح الذى براسها

لا تتذكر شئ حاولت نيرمين الضغط على راسها وهى فى محاولة لاستجماع ذاكرتها ولكن دون جدوى

قامت نيرمين مستندة بيدها على حافة السرير متجهة ناحية النافذة الكبيرة التى يظهر منها حديقة القصر الفارهه واشعة الشمس اللطيفة تضئ عدسة عينيها البنيتين وتعكس لمعان شعرها الاسود االلامع الذى كان يظهر من طرحتها البيضاء المزينة بالتل وبه لمعة بيضاء

اتجهت ناحية الشباك ببطء وما ان وصلت اليه حتى وقفت تنظر بتعجب وهى تقول فى نفسها

ايه المكان دهايه اللى جابنى هنا

وهنا تذكرت نيرمين لمحة بسيطة جدا من وصولها للقصر فى ظل المطر الغزير وكيف ان حالها كان يرثى له عند وصولها للقصر

وعندما تذكرت ذلك احست بدقات قلبها تتسارع كانها تخاف ان تتذكر شئ ما

وهنا طرق باب الحجرة ثلاث طرقات بسيطة وبعدها فتح الباب

ودخلت امراة تبلغ من العمر خمسون عاما بدى على وجهها الطيبة 

قالت هذه السيدة لنيرمين

ايه ده انتى أيه اللى صحاكى دلوقتى ووقفتى ليه انتى لازم ترتاحى الدكتور قال لازم راحة تامة لمدة كام يوم

ثم ذهبت اليها وامسكت بيدها وقالت لها تعالى يا حبيبتى اقعدى هنا ارتاحى 

اسطحبتها لسريرها ولم تنطق نيرمين بكلمة واحدة

فقالت لها السيدة الطيبة

ايه يا حبيبتى مالك انتى محرجة ولا ايه اعتبرى نفسك فى بيتك 

واحب اعرفك بنفسى انا دادة فاطمة اعتبرينى من هنا ورايح زى والدتك

هااا وانتى اسمك ايه هنا نظرت نيرمين الى السيدة وهى لا تعرف بماذا تجيب ثم خفضت نظرها فى الارض

فاطمة ايه مش عايزة تقولى اسمك لو كده خلاص اللى يريحك انا بس كنت عايزة ارفع عنك الحرج مش اكتر 

نيرمين لا ابدا انا بس مش عارفة استجمع ذاكرتى وحاسة بلغبطة جامدة

دادة فاطمة فى تعجب مش فاكرة اسمك

نيرمين هزت راسها بالنفى فى حزن ثم خفضت نظرها للارض

هنا اومأت دادة فاطمة براسها كانها فهمت ماتقصده نيرمين قائلة ولا يهمك بكرة تخفى وتبقى زى الفل احنا جبنالك الدكتور امبارح وكنتى فى حالة صعبة اوى بس هو طمنا وقال انك ان شاء الله هتقومى بالسلامة فى اسرع وقت

بس انتى مش فاكرة ايه اللى حصلك بالظبط يظهر انها كانت حاډثة جامدة اوى

نيرمين بصوت مخټنق كل اللى فاكراه انى كنت واقفة على الباب بخبط والدنيا بتمطر

 

بس

دادة وهى تستعد للرحيل من حجرة نيرمين على العموم البيت بيتك يا بنتى ولا يهمك واى حاجة تعوزيها اندهيلى

نيرمين بابتسامة خفيفةمتشكرة اوى

انصرفت دادة فاطمة من حجرة نيرمين وتركت نيرمين فى حيرتها الشديدة كيف ستقضى نيرمين ايامها بين ناس لا تعرفهم ولا يعرفونها اخذت تحاول التركيز ولكن بدون جدوى

فضلت نيرمين ان ترتاح قليلا ربما تكون مرهقة بسبب المجهول التى لا تتذكره فاستلقت على السرير بخفة واسبلت جفونها بهدوء على عينها

فى هذا الوقت كان سيف يجلس فى مكتبه الفاره الواسع الملئ بالكتب وهو يراجع بعض اوراق شركاته التى يمتلكها

وثم استقبل اتصالا من احد شركاته ليخبروه عن صفقة مهمة وان كانت الاوراق قد اعتمدت من قبله ام لا

وبينما هو كذلك استاذنت عليه دادة فاطمة للدخول

هنا قال سيف طيب طيب خلاص ابعت حد ياخد الاوراق بكره ان شاء الله ماشى سلام

ثم اغلق الهاتف وقالتعالى يا دادة واقفة ليه

دادة فاطمةالغدا جاهز يلا علشان تلحق تاكل قبل ما يجيلك تلفونات تانى انتى مش بتلحق ترتاح من الشغل ده

حتى وانت هنا

سيف اعمل ايه بس يا دادة امال السيب الشغل ده كله لمين لازم اعتمد الاوراق بنفسى

دادة فاطمة طب سيبك دلوقتى من اى حاجة لحد ما تتغدى

وبالفعل اتجه سيف الى السفرة الطويلة وكان يجلس على راس تلك السفرة ممسكا بسکينه وشوكته ثم نظر الى دادة فاطمة وقال واقفة ليه يا دادة ماتقعدى 

دادة فاطمةلا يا حبيبى انا مش جعانة خالص

سيف وكده ينفع هاكل لوحدى خلاص انا كمان مش هاكل

فبادرته دادةخلاص خلاص هاكل معاك بس كل

ابتسم سيفايوة كده وبدأ ياكل بطريقة ارستقراطية بها بعض التأنى 

لاحظ سيف ان دادة فاطمة لا تأكل وانما تقلب الطعام بملعقتها فقط يبدو انها تريد ان تخبره بشئ ولكنها مترددة

فقال سيفمالك يا دادة فيه حاجة قوليلى بصراحة

دادةفعلا فيه حاجة عايزة اقولها بس خاېفة احسن تزعل

سيف واضعا شوكته جانبا ثم ضم يديه الى بعضها ووضعها تحت ذقنه

خير يا دادة

كانت نظرة سيف لدادة فاطمة تقلقها وقعت عينيه العسليتين عليها وبها حدة بعض الشئ 

فقالت البنت اللى فوق انا طلعتلها يمكن تكون محتاجة حاجة وسالتها عن اسمها والحاډثة اللى اتعرضت لها وبعدين 

لم تكمل حتى قاطعها سيف وقالتلك هتمشى امتى

دادة فى توترماهو ده اللى انا عايزة اكلمك فيه البنت مش متذكرة اى حاجة حتى اسمها ده حتى 

قاطعا سيفشوفى يا دادة انا مينفعنيش الكلام ده متحاوليش تخلى حد يخدعك يعنى ايه مش فاكرة حاجة حتى اسمها ومش عارفة حصلها ايه

ده تمثيل الظاهر ان المكان هنا عاجبها على الآخر فقالت يمكن ټضرب معايا استهبل عليهم شوية

دادة فاطمةلا يا سيف متقولش كده والله شكلها طيبة اوى 

سيف انا مالى ومال شكلها هو انا هناسبها شوفى يا دادة اخرها عندنا هنا النهاردة بس بكرة تشوفلها مكان تانى

انا ناقص

ثم انتفض دون ان يكمل طعامه والقى الفوطة على السفرة پعنف وانصرف

تنهدت دادة فاطمة بحزن قائلة فى نفسها منك لله يا نيفين سيف عمره ما كان بالقسۏة دى انتى السبب انتى عقدتيه

استيقظت نيرمين من نومها على طرق الباب

انها دادة افطمة قد احضرت لها طعاما

وضعت دادة فاطمة الطعام على السرير امام نيرمين ثم جلست بجانبها تحاول اطعامها

دادة فاطمةكلى يا بنتى انتى مكلتيش من ساعة ما جيتى الدكتور قال لازم تتغذى كويس انتى نزفتى كتير

نيرمين صدقينى ماليش نفس

دادة فاطمة امسكت بقطعة من الدجاج المسلوق طب خدى دى منى بس علشان خاطرى

نيرمين طب هاخد دى بس لانى بجد ماليش نفس

دادة فاطمة وشوية شوربة بس صغيرين

نيرمين خلاص بقى الله يخليكى انا ماليش نفس

دادة طب دى بس وخلاص

نيرمين وهى تبتسم ابتسامة خفيفة حاضر ثم اشارت بيدها لتكف دادة فاطمة عن اطعامها

فتوقفت دادة فاطمة عن الحاحها ونظرت الى نيرمين وهى لا تدرى ماذا تقول لها انها تشعر بلاسى تجاه تلك الفتاة المسكينة كيف تقول لها ان هذه آخر ليلة لها هنا لا تستطيع قلبها لا يطاوعها 

قطعت دادة فاطمة الصمت قائلة لسة برده متذكرتيش حاجة

نيرمين وهى تشعر بالحرج هزت راسها بالنفى 

دادة فاطمةطب مش فاكرة مين اللى وصلك لهنا انا بس عايزة احاول ادور معاكى على مفتاح القصة علشان نفهم ايه اللى حصلك ومين اللى عمل فيكى كده

نيرمين صدقينى انا ما فاكرة اى حاجة وعقلى هينفجر من التفكير ثم نظرت باتجاه النافذة وقالت هو فيه يتمنى يكون مكانى ويفقد كل ما يتعلق بحياتهانا تايهة وحاسة انى وحيدة ثم انهمرت دموعها دون ان تشعر وهى تقول صدقينى انا نفسى افتكر ايه اللى حصل وانا مين وايه اللى جابنى هنا علشان ارتاح

مش سهل عليا ابدا اعيش بين ناس ميعرفونيش ومعرفهمش ارجوكى يا دادة ساعدينى انا ھموت من التفكير انا مين وفين اهلى

ثم واصلت البكاء الشديد

هنا انهمرت دموع دادة فاطمة واحتضنتها بس يابنتى ارجوكى متعمليش فى نفسك كده

ان شاء الله كل شئ هيرجع لطبيعته بس استهدى بالله كده واهدى 

ثم احضرت دادة فاطمة منديلا وقامت بمسح دموع نيرمين واعطتها اياه بعدها وقالت انا زى والدتك يا بنتى فيها ايه لما تقعدى معانا لحد ربنا مايشفيكى انتى زهقتى مننا ولا ايه

ابتسمت نيرمين ودموعها تسيل فى نفس الوقت محاولة الخروج من حزنها

دادة فاطمةايوة كده شوفتى وشك نور ازاى ايه رايك تنزلى تتمشى فى الجنينة تحت شوية الجو بقى جميل خالص 

اقتربت دادة فاطمة من النافذة وهى تقول الجو بره هيطلعك من المود اللى انتى فيه ده

ولم تكمل حتى رات سيف يجلس فى الحديقه فى المكان الذى تعود ان يقرأ فيه كتابه المفضل 

هنا استدارت دادة فاطمة لتتدارك فكرة نزول نيرمين للحديقة لانها تعلم ان هذا سيغضب سيف جدا وقد يصطدم بنيرمين وېجرحها كعادته مع صنف النساء

فقالت ولا اقولك تعالى اقعد انا وانتى فى البراندة ونشرب قهوة ايه رايك

وافقت نيرمين على ذلك حتى تخرج من حالتها النفسية السيئة 

واخذا يتبادلان الحديث الذى يتضمن بعض القصص الطريفة من قبل دادة فاطمة وقابلت نيرمين ذلك باستحسان شديد

وبدأت تضحك من قلبها

ثم تغير الحديث بسبب سؤال نيرمين 

نيرمين وهو مافيش حد فى القصر هنا غيرك ولا ايه يا دادة

دادة تجيب وهى تضحك لا طبعا بقى انا اعرف اعيش هنا لوحدى مقدرش طبعا

نيرمين امال ماشوفتش حد هنا من ساعة ما جيت ليه

دادة فاطمةلانك منزلتيش من ساعة ما جيتى

نيرمين يعنى فيه حد غيرك طب مين

دادة فاطمة فيه سيف ابنى اقصد زى ابنى انا اللى ربيته وهو صاحب المكان اللى انتى شايفاه ده

ومحدش عايش معاه غيرى حاليا عمته كانت بتيجى تقيم هى وبنتها هنا كل ما تنزل من السفر بس هى حاليا مسافرة هى وبنتها 

والباقى بقى زينب وهند و رقية وعم حسين وماهر كل واحد حسب شغله هنا

نيرمين آه قولتيلى

استمر الحديث بينهما واحست نيرمين بارتياح تجاه دادة فاطمة وما تتميز به من طيبة قلب

مرت تلك الليلة بسلام واحست نيرمين ببعض الراحة بعد كلامها مع دادة فاطمة الذى اعطاها شيئا من الامان

وفى صباح اليوم التالى استيقظت نيرمين بنشاط وارتدت بلوزة

بيضاء فيها كشكشة بسيطة وعلى الصدر

بعض النقوش الفضية وتنورة بيضاء ايضا وطرحتها البيضاء المطعمة بستان ابيض لم تكن هذه الملابس هى التى جاءت بها وانما 

قد وفرتها لها دادة فاطمة لحين تقوم الخادمة بغسل ملابسها

وبعدما ارتدت نيرمين ملابسها التى جعلتها كالملاك فتحت باب حجرتها بمفردها لاول مرة وخرجت منها 

نزلت درجات السلم بهدوء وهى تلتفت حولها منبهرة بالقصر الفخم وديكوراته الرائعة

وهنا شاهدتها رقية فقالت حمد الله على السلامة ماشاء الله اتحسنتى خالص 

ابتسمت نيرمين وقالت متشكرة اوى بس ممكن تقوليلى اخرج للجنينة منين اصلى تايهة هنا خالص

ضحكت رقية ثم قالت لا يستحسن متخرجيش الجنينة لانه مينفعش

نيرمين بتعجب ليه

روقية هى دادة فاطمة مقالتلكيش ولا ايه

نيرمين على ايه

مينفعش تخرجى الجنينة علشان سيف بيه بيخرج كالعادة يقرأ ويستجم لحد معاد الغدا دى عادته كل يوم

نيرمين طب ايه المشكلة يعنىفيها ايه هو خروجى هيمنعه فى ايه

رقيهعلشان 

قاطعتها دادة فاطمة واقفة ليه يارقيه روحى شوفى شغلك

رقيه اصلها بتسالنى ليه مش هينفع تخرج الجنينة وانا بقولها 

دادة فاطمة مقاطعة خلاص خلاص روحى انتى وانا هفهمها

اسطحبت دادة فاطمة نيرمين الى مكان هادئ وقالت اقعدى يا نيرمين 

نيرمين انا مش فاهمة حاجة بصى يا حبيبتى اللى هقولهولك ده مافيهوش اى اهانة ليكى صدقينى 

خروجك دلوقتى مينفعش لان سيف مبيحبش يقرأ وفيه حد فى الجنينة بره حتى انا 

نيرمين امره غريب ليه يعنى 

دادة هو تفكيره كده بيحب الهدوء

وعلى فكرة يا نيرمين انتى حظك حلو اوى 

اندهشت نيرمين من مناداة دادة فاطمة ليها بهذا الاسم

دادة فاطمة ايه انتى مالك مندهشة كده 

نيرمين مين نيرمين دى

دادة انتى ماهو انا عرفت اسمك من هنا 

واشارت الى البطاقة التى كانت محترقة والتى قامت نيرمين بحفظها 

امسكت نيرمين البطاقة التى لم يظهر فيها سوى الاسم الاول فقط نيرمين

وجزء بسيط من صورتها التى تدل على ان البطاقة لها بالفعل

رفعت نيرمين بصرها عن البطاقة وسرحانة

دادة مالك يا نيرمين

نيرمين ابدا مافيش

دادة طب يلا تعالى انا وانتى افرجك على شوية لبس اشترتهولك 

نيرمين لبس بس ليه كده يا دادة 

دادة متبقيش خايبة دى حاجة بسيطة تعالى تعالى

انقضى نصف اليوم بسلام 

ولكن هل هذا السلام سيدوم هذا ما سنراه

سيف متكئ على اريكته امام المدفأه فى هدوء تام وجاءت من خلفه دادة فاطمة لتفاتحه فى امر نيرمين ليتحمل وجودها فترة معينة حتى تتعافى ولكنها تخشى من رد فعله

فبالرغم من حبه الشديد لها الا انها تعلم حساسية الموضوع بالنسبة له

وهى تعذره فما حدث له ليس بالهين عليه فبسبب حبه الاول لا يستطيع ان يمشى على قدميه بدون عصى بالرغم من انه فى ريعان شبابه 

كل هذا كان يجول فى خاطرها وهى آتية من خلفه فى تردد

ولكن سيف شعر بها

سيف ملتفتا خير يا دادة فى حاجة

دادة وهى تجلس امامه عايزة اتكلم معاك بس مش هنا فى مكتبك

سيف ليه يا دادة خير

دادة خير ان شاء الله

جلس سيف على مكتبه الانيق واراح ظهره للخلف ونظر للسقف فى كبرياء اتكلمى يا دادة

دادة فاطمةاوعدنى الاول انك متتعصبش

سيف انا كده قلقت

دادة شوفت اهو من اولها هتقلب

سيف اى شئ هتكلمينى فيه باستثناء البنت اللى هنا انا اوعدك انى مش هتعصب ولا هتضايق

دادة انت كده صعبت عليا الموضوع يا سيف

اعتدل سيف فى جلسته ونظر بجديه الى دادة فاطمة نظرة احست منها دادة فاطمة بالخۏف من ردة فعله 

قالت دادة بتوترانا بس عايزة افهم انت ليه مش مصدقها

سيف حتى لو مصدقها برده مش عايزها هنا

دادة طب هتروح فين

سيف وانا مالى يا دادة هو انا مسئول عنها تروح مطرح ما تروح

دادة لا بقى انت مسئول عنها من ساعة ما دخلت بيتك دى مالهاش حد ومسكينة هنرميها يعنى

سيف ااوووووووووووووووووووووووف بقى يا دادة الله يخليكى احنا انتهينا من الموضوع ده

كان لازم تنبهيها انها لازم تمشى النهاردة

دادة طب هتمشى تروح فين

سيف اى مكان انا مالى

دادة وهى دى برده المروءة تسيب واحدة ست زى دى لوحدها مالهاش حد وياريتها حتى عارفة حاجة عن نفسها الا يا حبيبتى تايهة ومش عارفة اى حاجة انت عمرك ما كنت قاسى كده يا بنى ليه كده

سيف انتى بيدخل عليكى الكلام ده برده يا دادة قال فاقدة الذاكرة قال صدقينى كل التمثيلية دى علشان الفلوس انا عارف الاشكال دى كويس 

وعلشان اريحك خلاص يا دادة هديها قرشين تاجر بيهم مكان تقعد فيه لحد ما تخف ده اذا كانت صادقة فعلا

دادة يعنى مافيش فايدة

سيف لو انتى محروجة سيبيلى الموضوع ده

دادة انا حاسة انك مش سيف اللى انا ربيته اتغيرت اوى

سيف بكبرياء الدنيا هى اللى اتغيرت

مش انا

دادة اللى انت عايزه يا ابنى انا هناديلها واللى يريحك اعمله بس ذنبها هيبقى فى رقبتك

ذهبت دادة فاطمة وقلبها ينفطر الى حجرة نيرمين وهى متماسكة ولم تظهر لنيرمين اى شئ 

لم يطاوعها قلبها ان تخبرها بما قاله سيف

وطلبت منها ان تذهب للتحدث مع سيف لانه يريدها فى امر مهم

واصطحبتها الى حجرة المكتب هنا نيرمين قالت

وقفتى ليه يا دادة مش هتدخلى معايا

دادة بحزن ادخلى انتى يا بنتى هو عاوزك فى حاجة انا ماليش فيها انا هستناكى هنا

طرقت نيرمين حجرة المكتب ودخلت بعد ان اذن لها سيف

وقد كانت تراه لاول مرة كان جالسا على المكتب على الكرسى المتحرك وقد اعطاها ظهره لم ترى منه سوى شعره البنى الغزير وهو يضع اصابعه فى الشعر محاولا تسويته الى الوراء

احست بارتباك شديد ولكنها تمالكت نفسها 

استدار سيف ليجدها واقفة امامه لم يطلب منها حتى الجلوس 

وقف بقامته الطويلة امامها فطولها اقل من كتفه بشئ بسيط وكان ممسكا بعصاه متكئا عليها

نظر اليها والى هيئتها فلم يرها منذ ان جاءت مغطاه بدمائها 

فقد راى ملامحها الهادئة لاول مرة نظر الى جبينها الذى عليه شريط صغير من الجنب مكان الچرح

وقال شكلك اتحسنتى كتير 

نيرمين بصوت هادئ الحمد لله وهى تنظر الى العصا التى يتوكأ عليها 

فهى لم تكن تعلم بهذا فاحست بالاسى عليه

اتجه سيف ناحية خزانته واخرج مبلغا من المال ووضعه امامه على المكتب 

ثم قال دول يكفوكى

نيرمين ايه دول

سيف محدقا فيها بقوة دول اللى انتى محتاجاهم

نيرمين مش فاهمة

سيف من الاآخر كده شوفيلك مكان تانى غير هنا دول هيكفوكى وزيادة ولو احتاجتى غيرهم انا مستعد اساعدك

وقعت تلك الكلمات على قلبها كسکين حاد الى هذه الدرجة استطاع اهانتها

ولماذا قال هذا الكلام كيف استطاع ان ينطق بهذا الكلام المهين بالنسبة اليها انها ليست متسولة ولا ترغب فى المال

ظلت واقفة من هول الصدمة واسترسل سيف بالكلام غير مبال حالتها 

قال اكيد الفلوس دى احسنلك من وجودك هنا هاتى اى حاجة انتى عايزاها وهتعرفى تتعالجى بيها دى فلوس كتير مټخافيش

نيرمين بصوت مخڼوق وتحاول جاهدة الا تظهر ضعفها بدموعها

ومين قالك انى عايزة فلوس هو انا جيت هنا علشان الفلوس حضرتك غلطان

سيف وهو متكئ على الكرسى المتحرك وهو يتحرك يمينا ويسارا امال جيتى ليه

هى دادة فاطمة ماقالتلكش انى 

قاطعها قائلا سيبك من دادة فاطمة خليكى معايا انتى عايزة ايه

لو مش عايزة الفلوس اومال عايزة ايه

نيرمين كنت عايزة بنى ادمين يقفوا جنبى فى محنتى بس الظاهر انهم خلصوا 

ثم استدارت واتجهت ناحية الباب واخذت

 

تجرى متجهه الى الحديقة نادتها دادة فاطمة لكنها لم تستمع لندائها

اخذت نيرمين تجرى تاركة القصر ولا تدرى الى اين هى ذاهبة

المهم انها تريد الانتصار لكرامتها

دخلت دادة فاطمة الى سيف ليه بس كده يابنى ليه طردتها الله يسامحك تروح هى فين دلوقتى

سيف انا مطردتهاش انا عرضت عليها فلوس بس لكن رفضت

دادة لو كانت زى ما كنت بتقول كانت مصدقت خدت الفلوس ومشيت لكن انت ظلمتها وجرحتها مش كفاية اللى هى فيه

علشان خاطرى الحقها هتروح فين المسكينة بس

نظر سيف الى دادة فاطمة كانه نادم على ما فعله ثم خرج بخطوات سريعة وهو يتكئ على عصاه لعله يلحق بنيرمين

لكنه لم يجدها فى الخارج يبدو انها كانت مسرعة

استقل سيارته ثم خرج للبحث عنها

ى 

الفصل الثالث

سيف استقل سيارته الفخمة متجها الى الطريق لعله يلحق بنيرمين اخذ ينظر من النافذة وينظر امامه لعله يراها وبينما هو يسير اذا به يلمح احدا على الجانب الطريق ولكن لسرعة السيارة لم يتبين ان كانت هى ام لا لم يستطع ان يتبين

اوقف سيف سيارته ونزل منها ثم اتجه الى جانب الطريق الذى لمح فيه نيرمين ربما تكون هى بل اكيد هى

اقترب اكثر فوجدها تجلس على صخرة ووجها باتجاه الاشجار وظهرها للطريق وهى واضعة يدها على عينيها

انها تبكى رق قلب سيف لحالها فقد كانت دادة فاطمة محقة فعلا اين تذهب هذه المسكينة

ما شعر به سيف تجاه نيرمين هو مجرد الرأفة بحالها فقط وقف سيف خلفها وهو متردد فى ان يكلمها 

فهو يرتب ما سيقوله حتى لا يظهر ندمه لها وفى نفس الوقت يعيدها الى القصر

وهنا عزم على ان يكلمها فقال انتى قاعدة هنا لوحدك ليه

نيرمين ملتفته وهى مخضۏضة لقد كاد قلبها يقف اخذت تتنفس بسرعة من الخضة ثم قالت وده يهمك فى ايه

سيف وهو يقترب منها اكثر تعالى معايا دادة فاطمة قلقانة عليكى اوى

نيرمين بس البيت مش بيتها علشان اروح لها صحيح وقفت جنبى وعاملتنى زى بنتها بس هى متملكش حاجة

كتر خيرها على كل اللى عملته معايا 

سيف وهو يتنهد يعنى مش هتيجى المكان هنا مش آمن عليكى 

نيرمين وهى تبتسم ابتسامة خفيفة مستهزئة فى خفاء متشكرة اوى على خۏفك عليا بس المكان هنا مش هيفرق عن هناك كتير على الاقل مش هلاقى حد يجرح كرامتى هنا

لوى سيف شفتيه وهز راسه اعلى واسفل قائلا انتى زعلتى منى علشان عرضت عليكى فلوس

انا بس كنت بختبرك واشوف فعلا انتى طمعانة فى فلوس ولا لا بس انتى اثبتى انك صادقة باللى عملتيه

ثم حدق فيها بجدية ووقعت عيناه على عينيها التى استحت ان تحدق فيه هى الاخرى فاسقطت نيرمين نظرها على الارض

حياءا وخوفا من نبرة صوته ثم قال بنبرة ټهديد

ولو ان رد فعلك مكنش عاجبنى بس هسامحك علشان انا عاذرك

نيرمين وهى تنظر بتعجبكمان طلعتنى غلطانة

سيف طبعا غلطانة انتى ليكى راى تانى هاااا هاتيجى معايا ولا لا

يلا مستنية ايه عربيتى هناك

وافقت نيرمين على الذهاب معه وذلك لانها لا تجد خيارا آخر بل ان الله انقذها مما كانت ستلقاه ان لم ياتى سيف لياخذها من هذا المكان وخصوصا ان الشمس كانت على وشك الغروب

ركبت نيرمين السيارة ولكن فى الخلف حياءا منه

ولم يطلب سيف من نيرمين ان تجلس بجانبه بل انه كان سيطلب منها ذلك ولكن حياء نيرمين حماها من الاحراج الذى كانت ستقع فيه

وطول الطريق لم يتكلما بكلمة واحدة

ولم ينظر اليها نظرة واحدة

وكانت نيرمين تشعر بداخلها بضيق

من معاملة سيف لها بجفاء منذ ان رآها حتى لم يعتذر لها على الاھانة بل جعلها هى من اخطات فى حقه وتفضل عليها بان سامحها

كانت تشعر ان هذا الرجل وراءه لغز كبير ولكن لا تعرف ما هو

وصلت السيارة الى حديقة القصر

كانت دادة فاطمة بانتظار نيرمين فى صالون القصر الواسع الفخم وهى فى حيرة هلى سترجع نيرمين ام لا

وفجأة وجدت سيف وبصحبته نيرمين التى اقبلت عليها دادة فاطمة بحضن دافئ كانت نيرمين بحاجة اليه

دادة فاطمةالحمد لله على سلامتك 

نيرمين متشكرة اوى يا دادة وهنا تركهما سيف وانصرف الى حجرة مكتبه ولكن قبل ان ينصرف قال

لو سمحتى يا دادة عايزك ضرورى

دادة حاضر انا جايةطبطبت دادة على نيرمين بحنان وقالت اطلعى استريحى فوق فى اوضتك على ما اشوف سيف عايز ايه

فى حجرة المكتب سيف مستلقى على كرسيه وقد اسند راسه الى الخلف على الكرسى 

استاذنت دادة فاطمة عليه لتدخل اليه

فاعتدل فى جلسته واستند على مكتبه وقال

اقعدى يا دادة

دادة خير يا سيف عايزنى فى حاجة

سيف شوفى يا دادة انا مرضيتش ازعلك علشان انتى عارفة انا بحبك قد ايه صح

دادة وانا كمان بحبك اوى دا انا اللى مربياك يا ابنى

سيفبصى يا دادة انا وافقت انها ترجع ونفذتلك اللى انتى عايزاه فاضل انك تنفذيلى اللى انا عايزه

دادة فى قلق وايه اللى انت عايزه وانا اعمله

سيف طول ما البنت دى هنا مش عايز اصادف وجودها فى المكان اللى انا فيه وده لو حصل متلومنيش على رد فعلى 

مفهوم يا دادة

دادة فاطمة طيب افرض انك صادفت وجودها فى مكان من غير هى متعرف انك موجود فيه

سيف دادة انا مش عايز لف ودوران خلى فترة وجودها هنا تعدى على خير بس ياريت تعرفيى اول باول اتحسنت ولا لا

تذكرت شئ ولا لاانا مش عايز الموضوع يطول الله يخليكى

ثم اتكأ الى الخلف وقال اتمنى الموضوع ده يخلص انا حاسس انى فى كابوس 

انا عارف طلعتلنا منين دى

دادة خلاص اللى يريحك بس الله يخليك حاول تمسك اعصابك وبلاش تنفعل عليها البنت مش ناقصة

سيف امال انا لسة بقول ايه يا دادة دلوقتى لو انتى نفذتى اللى قولتلك عليه مش هيحصل حاجة تضايقها

دادة ماهو اكيد على الاقل هتشوفها مرتين فى اليوم

سيف ليه بقى ان شاء الله

دادةهى مش هتاكل معانا ولا ايه

سيف لا طبعا

دادة لا ملكش حق وده برده ينفع احنا هنسجنها ونقيد حركتها حتى الاكل هنلزمها تاكله لوحدها فى اوضتها مينفعش يا ابنى

خف شوية

سيف وهو ينفخ اووووووووووف

دادة خليها عليك المرة دى 

سيف وهو يتنهد ماشى يا دادة اوك

بس ياريت تفهميها ان غير كده متتواجدش فى المكان اللى هكون فيه اوكيعنى

بلاش بقى خدى راحتك والبيت بيتك والكلام اللى انا عارفه ده ماشى يا دادة

دادة خلاص هعمل اللى عليا وربنا يستر

انطلقت دادة لتخبر رقية وزينب لتحضير العشاء

وامرت هند بتجهيز السفرة ثم ذهبت الى نيرمين لتاتى لتناول العشاء

دادةيلا يا نيرمين مش هتتعشى ولا ايه

نيرمينلا يا دادة ماليش نفس

دادة لا مينفعش لازم تاكلى علشان تخفى وبعدين احنا جهزنا السفرة خلاص

نيرمين ايه ده انا هاكل معاكو

دادة طبعا امال هنسيبك تاكلى لواحدك يلا بقى انا هنزل اشوفهم خلصو ولا لسة تكونى نزلتى اوك

نيرمين لا يا دادة الله يخليكى انا محروجة اوى وبعدين انتى عارفة يعنى 

دادة قصدك سيف وفيها ايه يعنى يلا يلا انزلى مستنياكى

احتارت نيرمين تخرج ام لا ولكنها تخشى من سيف انها لا ترغب فى الاحتكاك به فهى تخشى من نظراته وتحديقاته

فكرت قليلا ثم قررت الخروج اليهم 

وقفت امام المرآة تعدل طرحتها برقة ثم سوت ملابسها وهندمت

 

تم نسخ الرابط